بسم الله الرحمن الرحيم
لعـب الأطفـال
تربيـــــة وتسليــــة
إن لعبُ الطفل ليس مجرّد عبثٍ ضائع, بل إنّ له في الحياة أثراً عظيماً , إذ يُهيّء أرضيّة النضوج الجسدي والفكري والخُلُقي للطفل . فيتعلم الطفلُ الانضباط والتفكير, وتسري فيه روحُ العمل الجماعي والإيثار, كما يهبُهُ اللّعبُ فرصةً لتنضج معارفُ المدرسة التي تلقّاها في يومه, فاللعب ليس أقلّ أهمية للطفل من الكُتُب..
يقول محمد الغزالي رحمه الله : (( نحن بحاجةٍ إلى أن نحـدّدَ وقتاً للعمل الصحيح, ووقتاً للّعب الصحيح )) .
نعم , فإذا لم نتخذْ من لهو الحياة لعباً, اتخذْنا جدّ الحياة لهواً ولعبا ..
فمن واجبنا أن نُشبع حاجاتِ أطفالنا في اللّعِب كي تكتمل طفولتهم, فنأخذ الرجولة الكاملة من الطفولة الكاملة ..
وإنّ حرمان الطفل من اللعب, واستعجال نموّه, قد يؤدي به إلى ((النكوص)) , فيختزن طفولته في أعماقه فيخسر بذلك الطفولة, ولا يربح الرجولة !.
فيبدأ عمره طفلاً رجلاً, وينهيه رجلاً طفلاً, تحتجّ رجولة جسمه على طفولة أعماله !!.
يقول عروة بن الزبيررضي الله عنه : (( يا بَنيّ العبوا, فإنّ المروءة لا تكون إلا بعد اللّعب )) .
ويقول د. محمد إقبال رحمه الله : ( إن الأفراخ التي لم تستكمل نموّ جناحها, تغدو طعاماً للقطط من أول تحليق)
وإن قمع نشاط الطفل , واعتقال انطلاقه , والتضييق عليه بالواجبات المدرسية هو خطأ تربويّ يحرمه من حقّه الخالد بالتمتع بالطفولة البريئة ..
و كم من مُذْكٍ لناره بنفخةٍ قوّاها فأطفأها ! وكم من آنية حطّمناها بأيدينا ونحنُ نضع فيها الزهور!..
فالطفولة ليست تكليفا ً, وإنما هي تدريبٌ على التكليف , وإذا كان الله جلّ وعلا قد أعفى الطفل من الحساب حتى يبلغَ سنَّ البلوغ , فلماذا نُرهق أطفالنا بالواجبات والتكاليف ؟!.