بسم الله الرحمن الرحيم
شاعر يبكي جمال الطفولة
هذه قصيدة توضح حب الآباء لأبنائهم سطرها الشاعر عمر بهاء الدين الأميري وذلك لما رأى من الوحدة بعد سفر أولاده الثمانية وخلو الدار منهم فأنشد :
أين الضجيج العذب والشغب
أين التدارس شابه اللعب
أين الطفولة في توقدهـــــــا
أين الدمى في الأرض والكتب
أين التشاكس دونمــا غرض
أين التشاكي ماله سبب
أين التباكي والتضاحك فــي
وقت معا والحزن والطرب
أين التسابق في مجـــاورتي
شغفا إذا أكلوا وإن شربوا
يتزاحمون على مجالستي
والقرب مني حيثما انقلبوا
يتوجهون بسَوق فطرتهم
نحوي إذا رهبوا وإن رغبوا
فنشيدهم : ( بابا) إذا فرحوا
ووعيدهم : ( بابا ) إذا غضبوا
وهتافهم : ( بابا ) إذا ابتعدوا
ونجيهم : ( بابا ) إذا اقتربوا
في كل ركن منهم أثر
وبكل زاوية لهم صخبوا
في النافذات زجاجها حطموا
في الحائط المدهون قد ثقبوا
في الباب قد كسروا مزالجه
وعليه قد رسموا وقد كتبوا
في الصحن فيه بعض ما أكلوا
في علبة الحلوى التي نهبوا
في الشطر من تفاحة قضموا
في فضلة الماء التي سكبوا
إني أراهم حيثما اتجهت
عيني كأسراب القطا سربوا
دمعي الذي كتمته جلدا
لما تباكوا عندما ركبوا
حتى إذا ساروا وقد نزعوا
من أضلعي قلبا بهم يجب
ألفيتني كالطفل عاطفة
فإذا به الغيث ينسكب
قد يعجب العذال من رجل
يبكي ولو لم أبك فالعجب
هيهات ما كل البكا خور
إني وبي عزم الرجال أب